النهاردة 23 يناير .. بعد يومين عيد الثورة/الشرطة وذكرى ال18 يوم بتوع التحرير .. معرض الكتاب بدأ ودي أول مرة من سنين يبدأ فيها قبل 25 يناير .. عادة في السنوات التالية للثورة كانوا بيستنوا مرور 25 يناير وذلك لانششغال الجيش والشرطة بتأمين المواقع والمقرات الأمنية خوفا من اندلاع أي احداث ثورية او ارهابية
كتب كتير اتطبعت بتحكي عن الثورة .. بتستغل الاسم والحدث للبيع .. لكن كتب قليلة هي المفيدة فعلا وبتكتب من واقع شاهد عيان عن أحداث شاهدها بنفسه وعاشها بنفسه وليس احداث تابعها عبر التليفزيون او قرأ عنها او سمع عنها من أشخاص يدعون أنهم شهدوها ولا يعلم احد ان كانت رواياتهم حقيقية ام ملفقة
3 كتب بالتحديد تكتسب الاهمية والمصداقية كونها نشرت في يناير2012 بعد عام واحد من الاحداث والذاكرة لا تزال حاضرة لم تساورها الشكوك ولو تشوبها الخيالات ومن قبل ناس عاشوا التجربة بنفسهم ويحكون عما رأوه باعينهم وليس ما سمعوا عنه او عن ما كان يحكى من حكايات اقرب الى الاساطير منها الى الحقيقة
الكتاب الاول هو (مذكرات التحرير) والذي طبع بواسطة دار الشروق وكتبه 6 مدونين وصحفيين .. أميرة صلاح و سارة السرجاني و طارق شلبي و محمد الدهشان و محمود سالم و نادية العوضي .. ينتمون الى اعلى الطبقة المتوسطة ومنهم من نستطيع تصنيفه كاحد افراد الطبقة العليا .. ليبراليين الفكر ولا ينتمون الى حزب سياسي او تيار ديني معين كمعظم من شارك في تلك الايام
يدونون ويسجلون مشاهداتهم و ملاحظاتهم عما شاهدوه وأفكارهم وتوقعاتهم لمجريات الأمور .. يعجبني انهم عقلانيين يبتعدون عن المبالغات و التهويل المتأثر بالشاعرية الثورية وكذلك يبتعدون عن التحليل والفزلكة المبالغ فيها .. مجرد سرد للأحداث ليس الا بدون ادعاء بطولات وهمية او نسب انجازات الى انفسهم او غيرهم
الكتاب الثاني هو (الثورة 2.0) والذي طبع بواسطة دار الشروق كذلك وكتبه وائل غنيم والذي يسرد فيه قصته وحكايته .. كتاب مهم لأن الكاتب كان أحد الميؤولين عن ادارة صفحة “كلنا خالد سعيد” احد اكبر الصفحات على الفيسبوك والتي دعت الى التظاهر في ذلك اليوم .. يحكي ويسرد كيف كانت الفكرة والدعوة وكيف نجحت .. يظهر هنا الفارق بين صفحة حركة 6 ابريل كمثال للصفحات الثورية الصدامية بشكل مباشر مع رأس الدولة متمثل في مبارك وبين صفحته الوديعة المسالمة والتي على الاكثر تدعو لاعادة هيكلة الداخلية .. لغة الخطاب جعلت الشباب الغير مسيس يميل اكثر الى صفحة كلنا خالد سعيد مبتعدا عن الصدام المباشر المتمثل في حركات كفاية و 6 ابريل
كتاب مهم .. ضخم .. يوضح الكثير ويحتوي على الكثير من الوقائع والحقائق
الكتاب الثالث هو (الأيام الأخيرة لنظام مبارك) لعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري في ذلك الوقت ومن طباعه الدار المصرية اللبنانية .. ويحكي فيه رواية الحكومة والنظام الذي قامت ضده الثورة .. يحكي الكواليس وما كان يدور وراء الستار و القصة خلف خطابات مبارك الثلاثة و خطاب التنحي الشهير الذي القاه عمر سليمان .. كتاب مهم لكنه ممل الى حد ما .. في النهاية عبد اللطيف المناوي كان مجرد جندي في جيش السلطة ومجرد حلقة اتصال في اتجاه واحد من النظام الى الشعب لكنه لم يكن في مركز صنع قرار ولا في مركز يتيح له الاطلاع على كواليس صنع القرار .. لكن هذا الكتاب هو افضل ما لدينا الى الان عن رواية النظام والحكومة
هذه هي الكتب الثلاثة وهذا رأيي في كل منهم